Saturday, March 2, 2019

كوارث.. في الدول العربية


كوارث.. في الدول العربية


كلما نشهد حالة من الكوارث المرتبطة بالمواصلات (مثل حوادث القطارات المتكررة في مصر بسبب الاستهتار والإهمال وغياب الصيانة والفساد) أو بالأحوال الجوية التي تجلب فيضانات (مثل ما شهدناه في الأردن ومصر، أيضاً بسبب الإهمال وسوء أوضاع البنية التحتية وغياب الصيانة و.... الفساد)، ألا يجب علينا أن نتساءل: كيف يمكن لهذه الدول أن تسعى وتؤكد حقها في امتلاك مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء؟
إذا كان الأمر - ومع ارتباطه بتقنيات غير خطيرة وليست معقدة مقارنة مع عالم الطاقة النووية - يؤدي إلى وقوع حوادث بالعشرات وفي كل المناسبات، ما يسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، فضلاً عن الدمار الذي يلحق بالمباني والمؤسسات العامة والمساكن والمحلات التجارية، فكيف سيكون الحال مع منشآت تتطلب مستويات قصوى من التعقيد في الهيكلية والدقة في التعامل والحرص في تتبع إجراءات الأمن والسلامة، كما هو الحال مع المنشآت النووية؟
ما الذي سيحدث عندما يتم الإعلان، "بكل فخر" في مصر أو الأردن أو غيرهما، عن إنشاء محطة نووية؟ بعد الاحتفالات بهذا الإنجاز والندوات التي ستعقد حول حكمة القيادات في تلك البلدان التي وضعتها في مصاف الدول المتقدمة التي تعمل على توفير الطاقة للمواطنين والاستغناء عن المشتقات النفطية.. بعد كل ذلك، ما الذي سيحدث؟ في دول أهم جملة يتناقلها الجميع ومن دون استثناء هي "أوكل الأمر لله"، على أمل أن الخالق سيضع الظروف التي تضمن أن يسير كل شيء على ما يرام، بالرغم من الفساد والإهمال والاستهتار بحياة البشر وغياب ظروف الحياة الكريمة.. ما الذي سيحدث؟
إن كان البعض يرى أن ما شهدناه في مصر بسبب حوادث القطارات أو في الأردن بسبب الفيضانات، هو كارثة وطامة كبرى، فما الذي سيقوله الجميع عند وقوع كارثة في منشأة نووية بسبب إهمال موظفين أو عدم التزامهم بإجراءات السلامة أو بسبب عدم وصول الأموال اللازمة لتنفيذ أعمال الصيانة في الوقت المحدد أو عندما تبدأ عمليات السرقة والنهب العام؟
علينا جميعاً أن نفكر: هل فعلاً نريد أن ندخل عالم الطاقة النووية؟ ألا تكفينا مصائبنا بوضعنا الحالي البعيد عن التعقيدات التكنولوجية والتطور في مجالات مثل الطاقة؟