Wednesday, August 6, 2014

مجرد سؤال .. مجرد أسئلة

ما الذي حدث؟ وما الذي تشهده دول الشرق الأوسط؟ ولماذا؟
ربيع جاء إلى الدول العربية.. ربيع تحول إلى خريف، فشتاء قارس... برد لا يريد إطلاق سراح شعوبنا من براثنه.. حقبة جليدية تتمدد من بلد إلى آخر ومن دولة إلى دولة، ولا يبدو أن نهايتها قادمة.
قتلى بالعشرات، بالمئات، بالآلاف، تحولوا إلى مجرد أرقام تتناقلها وكالات الأنباء ومحطات الإذاعة والتلفزيون..
كل واحدة من الذين قتلوا كانت أماً أو اختاً أو ابنة أو صديقة.. كل واحد منهم كان أباً أو أخاً أو ابنا أو صديقاً... كانت لكل واحد منهم قصة.. ولكل منهم كانت هناك آمال وأحلام وخطط مستقبلية؛ له ولأسرته.. لها ولأسرتها.
لماذا؟ وبأي ذنب قتلوا؟ غاب السؤال، وتجاهلته سبل البحث.. من أين جاء الموت؟ ومن أين جاؤوا هؤلاء الذين يحملونه للجميع؟ لا إجابة.. خرج ملائكة الموت بمظهر أشخاص جاؤوا من ماض سحيق، وكأنهم تمكنوا من العثور على آلة للزمن حملتهم من القرن السابع إلى يومنا هذا.. قلوبهم مليئة بالكراهية والحقد على كل شخص وكل شيء وكل اعتقاد وكل رمز وكل مظهر وكل رأي.. ولا يعرفون إلا القتل والدمار.. البناء والتقدم والحضارة كلمات لا وجود لها في قواميسهم.
كيف تمكنوا من الاختباء وتمويه صورة أجسادهم وأفكارهم وأحقادهم كل هذه السنين؟ وما الذي كانوا بانتظاره؟ ومن الذي أعطاهم إشارة الانطلاق لبث الرعب والدمار أينما حلوا؟
والتساؤل الأهم الذي يتبادر إلى الذهن هو: كيف نمت لديهم هذه المشاعر السوداء؟ ألم يكن في حياتهم حب، ولو حتى لأمهاتهم وآبائهم؟ ألم يعرفوا معنى الحياة؟ من أين جاؤوا؟ أي حليب رضعوا صغاراً؟
من العراق إلى سورية وليبيا ومصر ولبنان وتونس.. انتشروا كالنار في الهشيم.. أصبح وجودهم واقعاً، وغيابهم عن مكان ما أصبح محل استغراب وتعجب.. غاب أي شعور بالإنسانية والتعاطف والمحبة، وحل الخوف محل كل المشاعر الطيبة.
إلى متى؟

وأي ربيع هذا؟

معضلة الزمن.. التكنولوجيا كمعيار لمرور السنين في أعمارنا

إنه بالفعل أمر مثير للدهشة وفي الوقت ذاته مربك إلى حد كبير؛ أن ندرك أن بعض الناس الذين نعرفهم ونتعامل معهم اليوم ليست لديهم أي معرفة بالمعال...