الحياة التي نعرفها اليوم تختلف تماماً عما عهده آباؤنا... الدنيا الآن ليست تلك التي تحدث عنها الفلاسفة والمفكرون قبل خمسين عاماً، فالعلم والتطبيقات التكنولوجية التي جلبها غيرت ملامح البشر وأسلوب حياتهم في كل مكان.
العالم يتحول تدريجياً نحو التطبيقات الإلكترونية، سواء برمجيات أو أجهزة، في كل ما كنا يوماً نعتمد عليه فيما يتعلق بالحصول على المعلومات أو بالترفيه، أو بالاتصال والتواصل مع المقربين أو مع العالم برمته.
ثورة المعلومات قدمت لنا وسائل جديدة جعلت حياتنا أسهل ويسرت وصول المعارف والأنباء إلينا... جزء كبير من هذه النقلة جاء مع انتشار أجهزة الهواتف الذكية التي مكنتنا من البقاء على اتصال بأصدقائنا وبزملائنا في العمل طوال اليوم وفي كل مكان... ثم أصبحت تلك الهواتف تقدم لنا خدمات تصفح الإنترنت وقراءة الكتب وسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام والاستمتاع بالألعاب الإلكترونية، والكثير الكثير... لكن ما أضاف لمسة سحرية إلى كل هذه الخيارات والخدمات كان، من دون شك، الكمبيوتر اللوحي.
شركة أبل، وإن لم تكن الأولى، نجحت في طرح منتج متكامل؛ خفيف الوزن، وسهل الاستخدام... الآيباد كان نقطة التحول الكبرى في هذا المجال؛ إذ فتح الباب أمام كل الشركات المنافسة للدخول في سوق جديدة... أبرز تلك الشركات كانت سامسونج التي توجهت نحو إصدار أجهزة لوحية قياس شاشاتها يتراوح بين 7 إنش و10، في حين قدمت شركة أسوس منتجات مثل ترانسفورمر حظيت بنجاح مماثل... أما شركات أخرى كانت لم تعرف الفشل سابقاً، مثل شركة RIM المنتجة لهواتف بلاك بيري، فقد تلقت صفعة تلو الآخرى، أولاً في مجال مبيعات هواتفها ثم في السقوط المريع لكمبيوترها اللوحي PlayBook.
الآن تنتقل أسواق الكمبيوترات اللوحية إلى مرحلة جديدة... فمع تصدر شركة أبل للمبيعات، برزت منتجات أخرى تنافس في الجودة وفي الأسعار... أكبر مثال على ذلك هو جهاز Google Nexus 7 الذي لاقى قبولاً كبيراً ونجاحاً غير مسبوق؛ إذ كانت المعادلة التي جلبها إلى السوق جديدة بالكامل، منتج متكامل بمواصفات متقدمة وسعر لا يمكن أن يقاوم... ليتبعه مؤخراً جهاز Nexus 10 الذي يؤكد كثيرون أن نقاء شاشته وكثافة عرضها الرقمية هي الأفضل على الإطلاق الآن.
ما كان حكراً على شركة أبل أصبح مفتوحاً أمام العديد من الشركات حول العالم؛ فدخول أمازون وغوغل وسامسونج وغيرها هذه السوق ودفعها هي الأخرى بمنتجات متفوقة، وبأسعار في متناول الجميع، شكل صفعة كبيرة لأبل... ما شجع شركة التفاحة الشهيرة هي الأخرى على طرح منتج بشاشة صغيرة (iPad Mini) رغم إعلان الراحل ستيف جوبز عام 2010 عن رفضه القاطع لتلك الفكرة وقناعته بأنها ستبوء بالفشل.
المهم في كل هذا الأمر هو أن الخيارات أمام المستهلكين أصبحت كثيرة وأجهزة الكمبيوتر اللوحي أصبحت واقعاً يحمله كل صغير وكبير أينما ذهب؛ تبقيه على اتصال مع العالم وتسمح له بزيادة معارفه ومعلوماته على الدوام.
No comments:
Post a Comment