بعد متابعة المناظرة بين الرئيسين الأمريكيين، الحالي جو بايدن، والسابق دونالد ترامب، من الصعب التفكير بأي طريقة كان يمكن فيها لبايدن الفوز، مع معرفة كل ما سبقها خلال العامين الماضيين، من عثرات وهفوات وأخطاء كان يقع فيها جو بايدن.
كان من المتوقع أن يتلعثم بايدن ويفقد سياق الحديث ويتفوه بكلمات وجمل مبهمة وغير مفهومة، إذ لم يكن بإمكان كل العقاقير والحقن والتدريبات أن تعيده إلى سابق عهده... لماذا إذن كان القبول بالمشاركة في هذه المناظرة المأساة له وللحزب الديمقراطي؟
يبدو أن الخطة كانت معدة مسبقاً في دهاليز الحزب للتخلص من عبء الجد جو وكل المشكلات التي يجلبها بقاؤه في السباق الرئاسي، ولذلك أُعطي الضوء الأخضر للمشاركة في المناظرة في هذا الوقت المبكر وقبل إعلان ترشيحه الرسمي في ٢٢ أغسطس المقبل في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي؛ لتمكين الديمقراطيين من اختيار مرشح آخر قبل فوات الأوان، خاصة وأن لا أحد يريد المخاطرة بأن تصبح كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة في يوم مظلم قادم، إن تم انتخاب بايدن، بمعجزة، لفترة ثانية.
الخطة كان قد تم الحديث عنها بشكل خجول خلال الأيام القليلة الماضية، والبديل جاهز وتم تحضيره وتهيئة صورته منذ أشهر؛ غافين نيوسام، حاكم ولاية كاليفورنيا:
- الصحفي الشهير سيمور هيرش يتحدث عن أفكار استقاها من مصادر ديمقراطية لاستبدال بايدن بنيوسام أو بحاكم إلينوي، بريتسكر، في حال فشل العجوز بايدن في المواجهة مع ترمب، نُشر بتاريخ ٢١ يونيو (قبل أسبوع من المناظرة):
- "الحاكم جافين نيوسوم سيكون بديلاً لحملة الرئيس بايدن قبل المناظرة" نُشر بتاريخ ٢٦ يونيو (قبل يومين من تاريخ المناظرة):
- "الرئيس بايدن رجل طيب توج مسيرته الطويلة في الخدمة العامة بفترة رئاسية ناجحة. لكني آمل أن يراجع أداءه في المناظرة مساء الخميس وينسحب من السباق، ويطرح اختيار مرشح ديمقراطي للمؤتمر في أغسطس":
ولكي ندرك أن الأمر ربما كان جاهزا تم التحضير له، يجب أن لا نتفاجأ بعد دقائق فقط من انتهاء المناظرة بنشر أخبار مثل تلك التي نقلتها سي إن إن بأن مشرعين ديمقراطيين بدأوا في دعوة بايدن للانسحاب، وعقد مؤتمر حزبي مفتوح لاختيار مرشح آخر للحزب:
أو المقال الذي سارع إلى نشره على موقع نيويورك تايمز الصحفي المعروف توماس فريدمان تحت عنوان "الرئيس بايدن صديقي. لكن يجب عليه أن يتنحى عن السباق":
يبدو أن بايدن وقع في فخ ديمقراطيين كانوا يدركون أن لا فرصة لديه بالفوز هذه المرة، ولم تكن لديهم الرغبة في تسليم مفاتيح البيت الأبيض لترمب بهذه السهولة.
No comments:
Post a Comment